نصرالله: الانتفاضات العربية بدأت شعبية وشبابية.. ولكن
كل شيء هادئ في صالة الاستقبال الأنيقة على بساطتها، والتي لم تعرف الكثير من الضيوف: مقعد «السيد» يوازيه مقعد مفرد ثم كنبة تليها كنبة ثانية في زاوية قائمة، وصمت عميق يجلل المكان، تخرقه بين الحين والآخر أصداء حركة السير الآتية من بعيد.
جلسنا وقد استعدنا وعينا وإحساسنا بالوقت بعد الرحلة المضنية للوصول إلى المقر السري الذي يستبدل دائماً حتى لا يكتشفه العدو الإسرائيلي فيدمر (والمنطقة جميعاً) بوصفه «الهدف الأعظم والأخطر»: بطل الأمة، قائد النصر، حبيس العزلة، بينما الشتّامون والسفهاء، مثيرو الفتنة، مشوهو سيرة النضال الوطني، عملاء السفارات وأجهزة المخابرات «طلقاء» يعتلون المنابر، يتشقشقون ألسنتهم بالتشهير بالمقاومة وشهدائها، بإرادة الصمود وأبطاله، بالأهل من البسطاء الذين قدموا ويقدمون فلذات أكبادهم بلا منة. ثمة خطأ فادح، بل ثمة خطيئة مميتة لا تجد من يحاسب عليها في هذا الوضع الشاذ.
نتبادل الهمسات، من مواقعنا، حتى لا نخدش صمت التوقع ومهابة الموقف، قبل أن ينفتح الباب ليطل «السيد» مرحباً بابتسامة تشع وداً، فيغمرنا شعور عميق بالاطمئنان، ونغالب زهونا حتى لا يأخذنا بعيدا عن أصول الحوار الجاد والرصين.
... لكنه «السيد حسن»، «قائد الصمود»، «بطل الانتصار